رأيت فيما يرى النائم، أن كل كوابيس السياسة والاقتصاد وكارثية قرار تعويم الجنيه المأسوف على قيمته، والحريات المغتالة بممارسات تصورنا انتصارنا عليها، وبقوانين لم تحترم ولم تفعل إلا سيئة السمعة منها.. كانت أضغاث أحلام أو أنها، بالصلاة على النبى، مقدمات كذبة أبريل المحتفل بها دوليا والمصنفة بدعة وكفرا والعياذ بالله، فى فكر إخواننا السلفيين أحباب النظام وكل نظام، وأن كل مخاوفنا ليس لها أساس من الصحة من حلف د.عبد العال رئيس مجلس النواب، بأعظم الأيمان أن فكرة التعديلات الدستورية هى من نسج خيال مجلس النواب فقط لا غير، وحصريا من النواب الوطنيين وخاصة النص بالتمديد لسنوات الرئاسة، هى حالة خاصة للرئيس الحالي بحكم وضعه المتفرد، وقيامه بإنقاذ البلاد والعباد من خطر الإخوان ونديمه الإرهاب.. ولن تنطبق على أى رئيس قادم حتى لا نكرر أبدية حكم مبارك.
أما تغول السلطة التنفيذية على السلطة القضائية بصفة خاصة، فهو أيضا أضغاث أحلام أصحاب نظرية المؤامرة الشعبية، فى تلك الحالة بالخصوص وليس المؤامرة العالمية إياها، الخاصة بتآمر العالم كله، بما فيهم حلفاؤنا القدامى، والمتسببة فى كل بلاوينا هى جزء من كذبة أبريل المأسوف على مقالبها.. فلا داعى إطلاقا للقلق.. كله بالقانون والإرادة والمطالب الجماهيرية، التى لا تظهر قوتها إلا فى الحالات الحرجة، من تاريخ شعبنا المديد، والذى هو الملهم والمعلم!
إذن نشكر الله أن كل ما مر بنا فى السنة السابقة هو جزء من مقلب كذبة أبريل، لا نعرف مصدره، وأنه لاصحة إطلاقا، لما يتردد أننا نعيد تعديل وتوصيف مادة معينة لشخص معين كما حدث للمادة 76 المشؤومة إياها، والتى كانت السبب المباشر فى الإطاحة بمبارك وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون من محاسن الصدف، ليس إلا، وأن ما أعلنه رئيس النواب عن الشعب والمفروض أن أعضاءه يمثلونه أمام السلطة التنفيذية، وهو كما قلنا من قبل، المعلم والأصل فى العلاقة الشرعية وليس العرفية بين الشعب وقياداته المختارون ديموقراطيا، هم من طالبوا بكل التعديلات وليس طرفا ثالثا، كما أكد أنه سوف يتم عرض التعديلات كلها كعرض المرة الواحدة بمناسبة عيد الأم والربيع، "هو إحنا لسه حانقول عليك العفش واحنا علينا لا مؤاخذة الأحواض والبلاعات"؟.. لا طبعا إما أن تقبل أو حاشا لله ترفض، وعلى نفسها جنت براقش، التعديلات كلها كحزمة واحدة ولا مجال هنا لمبدا مالا يؤخذ كله لايترك كله، فتلك موضة عفا عليها الزمن.
وكله بالقانون الذى نحترمه وننفذ أحكامه، حتى اسألوا النائب المحترم عمرو الشبكى، ولا ننسى طبعا تنفيذ واحترام حكم المحكمة فيما يخص حق أصحاب المعاشات فى العلاوة دون تدخل الرئاسة، ليتذكر الجميع أن احترام القانون هو أساس استمرار الدول وليس أشباهها!
وفى نفس السياق وفي ظل هيمنة أجواء كذبة أبريل فى الأيام المجنونة من حر جاف إلى ممطر مترب عاصف شتاء، حتى اصبحنا لا نعرف لنا جوا نباهى به بين الدول من خصوصية المحروسة مناخيا وسياحيا.
فرايت فيما يرى النائم أن الجزاءات الإعلامية إياها، التى نزلت على المجال الاعلامى والصحفى كالصاعقة وتجعل من ممارسة المهنة أقصر طريق إلى أبى زعبل أو سجن العقرب الأقرب إلى معتقل المغول فى الفيلم الشهير أمير الانتقام، حيث يقال، وهذا جزء من الإشاعات المغرضة والتى ياسادة تهدد الامن القومى و السلام الاجتماعى والقدرة على خلفة العيال، من القائم عليها أو مخترعها الذى (يشاع) أنه ينتقم من الصحفيين الذين لم يحترموا شيبته فى ثورة يناير واتهموه أنه كان جزءا من جوقة مبارك، ففصل لهم لائحة على الفرازة تجعل كل كلمة تكتب هى أدلة جنائية ضد كاتبها، فإن لم ينفع تهديد السلام الاجتماعى أو نشر أخبار كاذبة، أو تهديد الأمن القومى أو أى شيء ينفع على رأي يسرا فى الفيلم المشهور، كده ينفع وكده ينفع برضك يا أختى ..
فكان مسك الختام وفكرة ما جبتهاش ولادة، جاءت من مادة إيذاء مشاعر الجماهير.. دى بقا خلاصة الخلاصة من أيام قوانين سيئة السمعة الشهيرة و"المتفصلة على يدى بتاعة الجميل فؤاد المهندس"
يعنى لو المحامي إياه الموظف عند بلطجية شارع محمد على، اتأذت مشاعره وهو بياكل بط ليلة الخميس لزومة السهرة المتينة، فإن الصحفى سيىء الحظ حايشرف اراميدان، بحكم المواد العقابية لتهذيب وإصلاح الأفندية الغلسة بتوع الصحافة والفكر اللى سماهم الرئيس المؤمن وصاحب الحرب و السلام"الارازل" وكله فداء الوطن والتعديلات إياها!
وفي نفس السياق يقال إن خفة دم المصريين واللجوء للسخرية التى هى بطعم البكاء واللطم على الخدود، هى وسيلتهم أيام الاستعمار الأجنبى أو في الأيام الغبرة... للهروب من سوط الحكام أو طريقة غير مباشرة للتعبير عن القهرة والغضب مما وصلت له حال البلاد والعباد حتى لا تنفجر شرايينهم أو أمخاخهم، أو يأتى عملاء الخارج ومخابرات الدول إياها أو الإخوان المحظورين تارة وبتوع مرسى راجع تارة أخرى، يلعبوا فى عقول الشباب الطاهر والنبيل فينجروا و يجروا على الميادين صارخين بأسوأ ما نادت بها نكسة يناير.. قال إيه عيش، لا عشتم ولا كنتم، قال.. عدالة اجتماعية ؟ياللى بتكلوا و تنكرووا، قال حرية أكتر من كده يا بعدا؟ إيه عايزين تجروا بلابيص فى الشوارع؟
لا والله يا أفندم.. دى كلها أضغاث أحلام بمناسبة كذبة أبريل، نعم وحاضر واللى تشوفوه سيادتكم، و"أمه نعيمة نعمين كمان"!
-----------------------------
بقلم: وفاء الشيشيني
من المشهد الأسبوعي.. اليوم لدى الباعة